على مدار الساعة

نحن.. و ختام الدورة البرلمانية

30 يوليو, 2021 - 23:14
النائب موسى ولد ابوه/ سيد أعمر - نائب مقاطعة كوبني

بمناسبة اختتام الدورة البرلمانية العادية الثانية  2020-2021م والتي اختتمت أمس الخميس، أهنئ رئيس الجمعية الوطنية، النائب الشيخ أحمد ولد بايه، على التسيير المحكم لأعمالها، وما هيأه من إصلاحات وتكوين للنواب كان له الأثر العميق في تحسين الأداء والتعاطي مع الحكومة.

 

الدورة كانت حافلة بالأخذ والعطاء. حيث تم إقرار جملة من النصوص تعالج مناحي مختلفة من حياة المواطنين وتضيف لبنات جديدة في صرح تنمية الوطن وتسد ثغرات عديدة في منظومتنا القانونية.. كما نشطت حركة النواب بطرح أكبر عدد عرفته الجمعية من أسئلة شفوية تمت مناقشتها مع أعضاء في الحكومة، فانتعش الحوار المستمر بين الجهازين، التنفيذي والتشريعي، مما أعطى في الآن نفسه مؤشرا لافتا للنظر على الدور الرقابي الذي على النواب أن يحفلوا به ويتمسكوا به حفاظا على ديمقراطيتنا و تعميقا لها.

 

و لا شك أن مناخ الحرية الذي تنعم به بلادنا هو من أعظم المكتسبات التي علينا صيانتها وترشيدها والنأي بها عن كل السلبيات والاستخدامات المنحرفة التي تمس ثوابتنا أو تؤثر على لحمتنا واستقرارنا أو تنال من هيبة الدولة ورموزها..

 

يأتي اختتام هذه الدورة في ظل تهديد جائحة الكوفيد 19 والذي بدأت للأسف يتزايد خطورة، و تثقل كلفته الاقتصادية والاجتماعية كما هو حاصل في سائر دول العالم. لمواجهة هذا الوباء المهدد للحياة علينا أن نتسلح بالاحترازات الاجتماعية والوعي المستمر ليحل محل الخوف والخطر الداهم، ولا بد من مبادرات عملية تحل محل النقص في الموارد وتحويل العجز الاجتماعي إلى حركة تضامن..

 

وفي هذا الصدد، فإني أتقدم بالشكر لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على التدابير الناجعة والبرنامج الاستعجالي الذي بادر به لمواجهة هذا الوباء.

 

ويدخل في نفس التدابير برنامجه: (أولوياتي الموسع) والذي يركز على الجوانب الاجتماعية والدعم المباشر للشرائح الاجتماعية المستهدفة، في الحضر والريف..

 

إن برنامج أولوياتي ومكوناته، برنامج فعال وهادف ولكنه يتطلب يقظة وحضورا قويا وفاعلية وصرامة من قبل الحكومة والإدارة، لتنفيذه واستكماله في الآجال المحددة؛ بيعيدا عن السياسة والتسييس.

 

و في هذا السياق يحضرني التنبيه الى أن مؤسسة (تآزر) التي أنشأها فخامة الرئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ الغزواني لتكون الذراع الممتد والآلية المباشرة لتنفيذ تعهداته في مجالات اقتصادية واجتماعية.. إن هذه المؤسسة ينقصها الكثير من الجدية واليقظة في العمل والتنفيذ والحكامة الرشيدة في ما أسند إليها و ما هي متعهدة به ضمن مسؤوليتها.. وحتى لا أبقى على مستوى التعميم العام والتلميح دون الافصاح، فإن ما يحصل في تجمع (ترمسه) التابع لمقاطعة كوبني لا يمكن السكوت عليه: هناك في هذا التجمع الكبير، وربما الأكبر من نوعه في البلاد، ما زال ينقصها الكثير كحال  البلديات في مقاطعة كوبني.

 

أقدمت وكالة تآزر  هذه بعد كثير من التفكير والتمعن والتمحيص على بناء سد من الرمل لن تلبث به أول العواصف حتى تتركه أثرا بعد عين.. أو كعنقاء مغرب... لم أشاهد الأعمال الأخرى في أماكن أخرى من المقاطعة ولكن ما رأيته في هذا التجمع مؤسف.. و لا يليق وهو بالأحرى فساد واضح وهدر للأموال العامة..

 

وكنا و لا زلنا نأمل أن تحصل لفتة كريمة إلى هذا التجمع الذي يعاني سكانه المتزايدون من نقص في المياه والكهرباء، والطرق المعبدة ومراكز التكوين والتأهيل والتشجيع ونأمل أن يشملهم برنامج بناء 1700سكن الذي تعهدت به الحكومة.. فهم بأمس الحاجة إلى الأولويات.

 

كما نأمل من وزارة التجهيز والنقل أن تسرع في تنفيذ تعهد وإلتزام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بإقامة ميناء كوكي البري.وهو ميناء لا يختلف اثنان على أهميته الاقتصادية والاستراتجية. من هنا لا بد من حراك دبلوماسي لإقناع دول الجوار بأهمية هذا الميناء ودعوتهم للتوجه إليه، في حالة بنائه، لاستغلاله. ولم لا تعمل الدولة على تشييد سكة حديدية إلى هذا الميناء؟. وتباشر بإنشاء شبكة كهربائية هناك؟ إن الواقف عند الحدود بين منطقة كوكي يشاهد الأضواء الكهربائية في الجهة الأخرى في الشقيقة مالي.. إياك أعني واسمعي يا جارة..

 

لن أطيل في سرد سردياتي ما تعاني منه المقاطعة برمتها، وأنا أودع دورة برلمانية صدحت وصحت وتكلمت فيها حتى بححت، لأطالب بالماء والكهرباء و سائر الخدمات في كوبني مركز المقاطعة والبلديات التابعة لها (الأحداث الأخيرة في مدينة كوبني المأسوف عليها غير بعيدة) والسدود في بلدية الحاسي، وبلدية لغليك وبلدية مدبوكو، والفلانية، وكوكي، وتمزين، والقائمة طويلة..

 

إنني أدعم برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بما فيه من نفاذ إلى عمق المشاكل التي يعاني منها الوطن وما فيه من تخطيط وما يحمل فخامة رئيس الجمهورية من إرادة للإقلاع بموريتانيا نحو التقدم والسير على طريق الدول الناجحة في التنمية و البناء..

 

وعلى الحكومة أن تعمل على تسريع تنفيذ برنامج السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في الوقت والآجال المحددة، حتى تكون مقنعة ومستجيبة لتطلعات الشعب و مستحقة للثقة الممنوحة لها.

 

والله يوفقنا جميعا.