على مدار الساعة

رجل الأعمال ولد السيد: ظروف موريتانيا حاليا تشكل فرصة للاستثمار

17 أكتوبر, 2021 - 11:53
رجل الأعمال الموريتاني المستثمر في أنغولا ممود ولد السيد

الأخبار (نواكشوط) – قال رجل الأعمال الموريتاني المستثمر في أنغولا ممود ولد السيد إنه يعتقد أن الظروف حاليا في موريتانيا يمكن أن تشكل فرصة له للاستثمار في بلده "والمساهمة من خلال مجموعتنا في ترقية الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل للشباب العاطلين".

 

وأضاف ولد السيد ردا على سؤال مع الأخبار حول مبررات عدم استثماره في موريتانيا، وما إذا كان قد واجه صعوبات في ذلك، قال ولد السيد إن الاستثمار  فى الوطن كان بالنسبة له أملا وطموحا فى كل مراحل اغترابه "وخصوصا أن بلدنا موريتانيا كنز خيرات متنوع، والكل يتمنى ويسعى للاستثمار فيه".

 

وأردف أن المعلومات والدراسات التي قام بها وكلف آخرين بالقيام بها كانت "دائما تظهر أن مناخ الأعمال غير مشجع بشكل عام، وفيما يتعلق بي شخصيًا، نظرا لبعض الخلافات بيني وبين النظام السابق".

 

وأشار إلى أنه بعد وصول نظام جديد للسلطة "يسعى للاستفادة من جميع طاقات البلد وقام بتهدئة وطمأنة الجميع، فإنني أعتقد أن الظروف حاليا يمكن أن تشكل فرصة للاستثمار في بلدي، والمساهمة من خلال مجموعتنا في ترقية الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل للشباب العاطلين".

 

وتحدث ولد السيد عن مواجهته لإكراهات خلال الفترات السابقة منها "ما هو شخصي عفى الله عن من تسبب فيه ولا داعي للخوض فيه، فتلك مرحلة طويت، ويجب أن نبدأ صفحةً جديدة".

 

وعبر ولد السيد عن أمله في أن تكون الصفحة الجديدة في البلاد "على قدر الآمال المعقودة عليها، وأن تكون موريتانيا قبلة للاستثمارات والمستثمرين، فكثير من الشركاء الدوليين والإقليمين لا ينتظرون سوى مناخ استثماري مطمئن وجذاب".

 

وتحدث ولد السيد عن أوضاع الجالية الموريتانية في أنغولا، وعن المشاكل التي تواجهها، وأولوياتها، كما استعرض جوانب من تجربته الشخصية، ومحطات حياه.

 

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: في البداية حدثنا عن سيرة حياتكم؟ وعن رحلتكم أول مرة إلى أنغولا؟

ممود ولد السيد:

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية أشكر وكالة الأخبار الرائدة، وأنتهز الفرصة لأحيي جمهوركم الكريم كذلك.

 

وردا على سؤالكم تعلمون أن العلاقات الموريتانية الأنغولية قديمة، وتمتد لبداية تشكل الدولة في عهد المختار رحمه الله تعالى، لكن وجود جالية موريتانيا في آنغولا لم يحصل إلا نهاية التسعينات، وقد كانت مسيرتي في الاغتراب - كأي مغترب - محفوفة بالصعاب والتحديات، لكن بفضل الله والعزيمة الجادة التي تربينا عليها في مجتمعنا الصبور تغلبت على الكثير وما زلت أطمح للمزيد.

 

كانت رحلتي الأولى إلى آنغولا  بعد حصولي حينها على معلومات عن فرص اقتصادية واعدة بهذا البلد، فكانت زيارتي الأولى لدراسة تلك الفرص سنة 1998، فلاحظت أنه وبالرغم من صعوبة ظروف البلد فى تلك الفترة التي تميزت بخصوصيتها الأمنية المعقدة إلا أن السوق كان في بداية ازدهاره، وكان فى تطور مستمر، والجهات الرسمية منفتحة نسبيا، وكانت مؤشرات البلد واعدة وبه الكثير من الفرص التي شجعتني على الانتقال إليه ومن ثم الاستقرار.

 

الأخبار: ما هو أول عمل تجاري مارستموه هناك؟

ممود ولد السيد:

البداية كانت مع التجارة العامة، ثم الاستيراد والتوزيع، ولاحقا دخلنا مجالات النقل البري، والأشغال العامة، لتكون نواة لمجموعة شركة آنغوالريال.

 

الأخبار: لماذا لم تستثمروا في موريتانيا؟ هل فكرتم في ذلك في الماضي؟ وما هي الصعوبات التي واجهتكم؟

ممود ولد السيد:

بالنسبة لي الاستثمار  فى الوطن كان أملا وطموحا فى كل مراحل اغترابي، وخصوصا أن بلدنا موريتانيا كنز خيرات متنوع، والكل يتمنى ويسعى للاستثمار فيه، لكن المعلومات والدراسات التي قمت بها وكلفت آخرين للقيام بها كانت دائما تظهر أن مناخ الأعمال غير مشجع بشكل عام؛ وفيما يتعلق بي شخصيًا، نظرا لبعض الخلافات بيني وبين النظام السابق، الآن وقد وصل السلطة نظام جديد يسعى للاستفادة من جميع طاقات البلد، وقام بتهدئة وطمأنة الجميع، أعتقد أن الظروف حاليا يمكن أن تشكل فرصة للاستثمار في بلدي والمساهمة من خلال مجموعتنا في ترقية الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل للشباب العاطلين.

 

واجهتنا بالفعل بعض الصعوبات منها ما هو عام، ومنها ما هو شخصي، عفى الله عن من تسبب فيه، ولا داعي للخوض فيه، فتلك مرحلة طويت، ويجب أن نبدأ صفحةً جديدة أتمنى أن تكون على قدر الآمال المعقودة عليها وأن تكون موريتانيا قبلة للاستثمارات والمستثمرين، فكثير من الشركاء الدوليين والإقليمين لا ينتظرون سوى مناخ استثماري مطمئن وجذاب.

 

الأخبار: يرجع البعض تمسككم بالاستثمار في الخارج إلى حجم العلاقات التي تربطكم بالسلطات الانغولية، فهل هذا صحيح؟

ممود ولد السيد:

صحيح أن علاقاتي في هذا البلد جيدة والحمد لله، فهذا البلد تربطنا به كأفارقة وموريتانيين الكثير من أواصر الإحسان وإسداء المعروف، لكن تعلمون أن من طبيعة رجال الأعمال البحث عن الربح، والعلاقات مهمة في ميدان الأعمال، وتساهم في تسهيل العقبات وزيادة الإنتاج، لكن مبدأ التجارة اليوم يقوم على تشارك الاستفادة، لهذا من المؤكد أن توسع الاستثمار بين موريتانيا وآنغولا سيحقق مكاسب دون شك لكلا البلدين وسيحقق مكاسب لي طبعا.

 

الأخبار: ما هو تقديركم لعدد أفراد الجالية في آنغولا؟ ولحجم تحويلاتها المالية للبلد؟

ممود ولد السيد:

لا توجد إحصائيات دقيقة بتعداد الجالية والتقديرات تشير إلى أنها بين سبعة وعشرة آلاف مواطن.

 

والتحويلات المالية للجالية تقدر بملايين الدولارات شهريا، وهي مناسبة لتذكير السلطات بأهمية  فتح وتعزيز  قنوات حكومية نشطة بين البلدين لتشجيع الجالية، وفتح آفاق تعاون أوسع وأشمل، ولا ننسى أن نشيد بالتعاون الثنائي الحاصل بين البلدين حاليا، وهو تعاون يجب أن يتعزز نظرا للفرص الهائلة التي يمكن أن تكون منطلقا للتعاون بينهما، كما أن تأطير الجالية وتوجيه استثمار أموالها نحو مجالات مثمرة سيكون له أثر إيجابي عليها ويضمن استغلال تلك الثروة الاستغلال الأمثل.

 

الأخبار: ما هي أبرز المشاكل التي تواجهها الجالية الموريتانية في آنغولا؟

ممود ولد السيد:

تعتبر إشكالية الوثائق أهم المشاكل المطروحة رغم أنها ليست الوحيدة، ففتح مكتب دائم لمؤسسة الوثائق المؤمنة سيساعد الجالية على مزاولة أعمالها دون كثير عناء، كما أن وجود مركز ثقافي إسلامي موريتاني لربط أبنائنا بدينهم وثقافة وطنهم سيحقق امتدادا للاشعاع الشنقيطي المرابطي الأصيل الذي كنا دائما حاملين لمشعله، كما أن اهتمام المؤسسات ذات الصلة بتطوير الاستثمار والتبادلات التجارية بين البلدين وتأطير ذلك سيحقق مكاسب ويضمن استفادة أمثل لأبناء الجالية.

 

الأخبار: لو عدت إلى الوراء، ماذا كنت ستصحح من الأخطاء؟

ممود ولد السيد:

الأخطاء فى الماضي كانت تجربة واستفدنا منها، وأعتقد أنها كانت مدرسة مهمة اكتسبنا منها خبرة لم نكن لنحصل عليها لو لم نقع فيها.

 

الأخبار: لديك مواقف معارضة لبعض قرارات الرئيس السابق، هل ما زلت معارضا؟

ممود ولد السيد:

هو الآن رئيس سابق لم يعد محل معارضة أو موالاة.

 

الأخبار: ما هي أولوياتكم الآن في موريتانيا؟

ممود ولد السيد:

أولوياتي هي المساهمة في خدمة موريتانيا بجهدي وعلاقاتي، وتذليل كل الصعاب فى سبيل نهضتها وازدهارها.

 

أشكركم وكل عام وأنتم وكل الموريتانيين بخير.