على مدار الساعة

بين توت الجنة وريش النعامة 

6 أكتوبر, 2017 - 11:28
عبد الله محمد ـ مدون

لم أكن لأعلق على خلع أحدهم شيئا أو ارتدائه له لو قيل لي إنه فعل ذلك اختيارا خاصا منه في نواة خصوصيته لكن، حين يعلن ذلك ك"موقف" ثقافي اجتماعي، وحين يتداول الموضوع كفعل "ثوري" "وعيي" تنخلع تلك التحفظية لدي لاشتراكنا جميعا في العام الاجتماعي والعام الساعي لبلورة الوعي ولحملي لحصة من التبليغ ملزمة لي. لذلك لدي نقاط أوردها مجتمعة "ؤلا يبك ال حد ملم ظيف اخلاك" في تتبعها والرد عليها. ولتوضيح الطرح، في زمن الخلط والسف من دقيق المنطق المشتت في فضاء الفهم، زمن التقية، زمن الحماس، زمن التبعيض في محل الجمع والتعميم في محل التدقيق، سأبدأ بتوضيح خمسة تمايزات سأسميها "أشياء" ابتغاء التجريد، أراها حتمية كخلفية ولوحة تحكم للموضوع ثم أفصلها لاحقا: 

1- هناك شيء اسمه فلان خلع قطعة هندام، 2 - هناك شيء اسمه مفهوم الستر 3- هناك شيء اسمه حكم الستر في الإسلام 4 هناك شيء اسمه الزي الشعبي بمتعلقاته الثقافية 5- هناك شيء اسمه الدين 6- هناك شيء اسمه اللادين. 7- هناك شيء اسمه اللاشيء. 

خلع س ثوبا. هذا ليس شأنا للآخرين في غير دائرته الخاصة ضمن مسوغات الاسرية والاهلية. إذا حدث الخلع علنا في المجال العام طرأ شأن على الصيغة مرده العمومية. إذا تعلق الأمر بقرار متمادى فيه نحو مربع بث الموقف طرأ شأن آخر على الصيغة. إذا خيض في المسألة تحليلا صارت قضية مع بقاء خصوصيتها في نطاقها النواتي عند استرجاع رجعي الأثر لطبقات الثلج المتراكمة على الكرة. للتوضيح ابتداء. الآن، ألا يوجد مجال مطلق للفرد تمثلا لقيم الحرية التي يرى؟ لا يوجد (تمحضا). كيف؟ لأن الفرد هنا مفهوم اشكالي لاوجود له موضوعيا إلا في نسق مجموعة والمنطق نفسه ينطبق على المجموعة فهي لا وجود موضوعي لها إلا في تفاعل نواة (أنوية) الافراد. تلك (التنازعية التكاملية) حقيقة محل تسليم بوجودها كاشكالية ضمن تداخل النفس (سيكولوجي) والمجتمع (السوسيولوجي) 

لذلك سنجد أن فعل الفرد - وهنا لا يزال تحليلي عاما في السياق ونوويا في البعد الانساني - محصلة تداخل حزمة عوامل يصعب تحديد الدجاجة فيها من البيضة. وعليه، تتشكل معالم الحرية لديه (كصيرورة) من منشأ ثقافي ومطمح ثقافي وفي كل ذلك هو محكوم نسبيا بقانون الجماعة (النخبة، الدولة، الدين). تلك الجماعة تعني تمفصلا في اطار اوسع المجتمع والمجتمع بعني في إطار اوسع الدولة ويتشعب التصنيف والتقولب ليكون الامة في سياقات معينة. وتلك الثقافة تعني الدين، اللادين (كاطر تصنيف واسعة تمايزية الحيز شائعة الإظلال للنطاق البشري) وتعني الذوق والقناعة كقنوات تلق وتمثل. جيد. تلك الأطر تفرض نوعا من الضبطية و الانضباطية، التطويع والانصياع والخضم كيمياء لا فراغ فيها، ضمنية ومباشرة أحيانا 

لا يمكن فصل الظاهرة الاجتماعية عن الظاهرة الثقافية وضمن رتقهما التفاعلي تظهر الاخلاق والنظم الاخلاقية (ينبغي التمييز بينهما). بهذا المعنى، يكون اختيار الفرد دالة في متغيرات عدة ليس مطلقها محض إرادته (تمحض الارادة مفهوم فارغ مشكل لأنه يعني حي ـيقظانية ذاتية فكرية وعيشية وعضوية، وهذه لا وجود موضوعي لها). طيب. تلك الأطر "الخفية" الناظمة تختلف من سياق لآخر. هنا، رغبة في الاختصار والتجوز في الخلوص، لنقل إنها جد متمايزة بين الديني واللاديني (موردة كتصنيف هندسي لنفي الانتماء للدين ضمن نسق مقارن وليس بالمعنى الحكمي القيمي). كيف؟ في الدين ثمة جوهر، ثابت هو المُشَكِّل للمتغير (عكس الوضعية المتمحضة)، هناك ناظم اخلاقي عابر لدوائر الفرد وللمجتمع بمعنى وجود ظاهرة ناظمة للمجتمع نفسه في مستوى معين تتحول في مستويات أخرى أداة للمجتمع نفسه ضمن فعل الظاهرة الاجتماعية تأثيرا على الفرد ويبقى ضمنها نسق التداخل والتشكل المتبادل صائرا بين النفسي والاجتماعي. 

لكن، حتى في المجتمعات المقاطعة للدين يبقى وجود تلك التأثيرات حقيقة ماثلة للعيان ما يختلف هو نمط التكييف والتنظير. مثلا، ولأننا نتحدث عن خلع هندام معين، سنجد أنه حتى في المجتمعات التي تعلمنت تماما بقيت مجالات "منع" (ضبط) مناسبة لسياق فهم الحرية الشخصية الجامح الذي تبنته ثقافتها لكن ماتاماتيكيا وبمنطق النسب بقيت جرعة الضبطية قائمة موضوعيا. مثلا، لا يزال خلع الملابس تماما (مع أنه في النظري المتمحض حق شخصي) ممنوعا ومترتبة عليه آثار قانونية حين يتم في الشارع العام خارج نطق معينة. ليس ذلك فحسب بل إن الطريف في الأمر أن ارتداء الهندام في نطق أخرى - ضمن البيئة نفسها ـ يخضع سيمتريا لضبطية. كيف؟ في الشارع يمنع التعري وفي نادي العري (نواد مفتوحة قد تكون حيزا معتبرا) لا يجوز ارتداء أي خيط نسيج. ليس ذلك فحسب. ضمن الخانة الضبطية "الفوقية" يتم التدخل في تفصيل الهندام نفسه من حيث ملاءمتها ليس رسميا فحسب (البروتوكولات والادارة) بل أيضا لاسباب ثقافية حمائية كتحريم لبس الحجاب العادي اللايت في الثانوية مثلا بنص القانون، حتى إن طالبة تعرضت للانذار والصرف التنبيهي رغم كونها لا ترتدي حجابا إنما تنورة (جيب) اطول من اللازم ضمن موضة فتيات اعتبر من باب التأويل العلماني مظهر نازعا لمظهر ديني في المدرسة! حتى إن مربية حضانة اضطربت مسيرتها المهنية لرفض حجابها باعتبار ذلك مصدر تخوف للأهل من تربي النشء على تقبل فكرة الحجاب! 
.

بمعنى أنه رغم الاختلاف في حيز التفرد بالحق الشخصي في مسألة بالغة الخصوصية كهذه وفي مجتمعات خاضت بعيدا في خلع اشياء كثيرة ظل الاثر الضمني قائما والعجيب أن ردة الفعل "الثورية" الزاعمة للوعي خلاله هي نفسها بالنانومتر الواقعة في السياق المسمى اصطلاحا "محافظ". مثلا في البيئة المتحررة والتي وقف فيها التدخل في الهندام على مساحات نوعية ومن خاصة خاصة الجسد ظهر أيضا (من ضمن الفتيات) من يتعرى تماما أو جزئيا في نقاط "منع" "محجوبة" عادة في الذائقة والعرف القانوني، تظاهر تعبيريا عن موقف معين من "ذكورية الفوقية المحتمعية". اختلفت المساحة الحرياتية والمساحة الجسدية المغطاة أو المعراة وبقي الجوهر نفسه! قارنوا "بلغة الرياضيات النفسية والثقافية) خلع لحاف في بيئة مناسبة للدين بنسقه المحافظ وخلع صدرية في بيئة تسمح عرفا بتعرية كل شيء عدى ذلك في الجزء الفوقي من الجسد، تأملوا نسبة كل فعل لسياقه واستنتجوا الاوزان النسبية! ما أردته بهذا التفصيل، الممل للبعض ربما لكن الضروري علميا، المتدرج، هو نبش الخلفية الفلسفية للظاهرة في نطاقها النفسي الاجتماعي الثقافي العابر للتلونات الايديولوجية والتمأسسات الفوقية. أرجو أن تكون الفكرة وصلت عند هذا الحد قبل ولوج نقطة أخرى من التمايزات التي وضعتها في الخلفية (من 1إلى 7) 

مفهوم التستر. من بواكر الحضارة البشرية (نبشا في اركيولوجيا الثقافة التهذيبية للذات) التغطي بورق الشجر وهو في السياق المقارن تنمويا وصناعيا كاكتشاف النار والحراثة. تعرف الانسان على عورته فنشأ مفهوم الستر. هذا مشترك جذعي بشري عابر للتشكلات الثقافية إلى اليوم. في نقلة أخرى، اكتسب التستر بعدا دينيا متجاوزا لنطاق التفاهم الجماعي فصار جزء من نطاق التمثل للتعاليم (مع تنوع واختلاف وتراكم في شتى الاديان). جيد. في الديانات السماوية، اتخذ الستر بعدا نبلويا سموا بالذات على خلفية الطفق من ورق الجنة (رغم التباينات والانحراف في استرجاع ذلك والجنوح به نحو الخرافة المبالغ فيها كشيطنة حواء تحديدا لدى الارشيف الديانتي لدى البعض). هذا في نطاق الذوق والتمثل لكن ثمة بواعث حكمية للتستر في مقاصدية الشرع (هنا دخلنا في فلسفة الاخلاق الخلاصية مسقطة على المنهج الديني). فأصلية التعري كتأريخ لأقدم انكشاف ناجم عن الخطيئة الأولى تجلت صيرورة طبيعية في أن انبثاث البشر في حيز تكليفهم الزمكاني بمغريات واكراهات محيطه (تسلط الشهوات وانبناؤها على الغرائز والتنازع بينها وبين التسامي والرغبة في الامثل) جعل مناط تحقق انتظامهم في مجتمعات وتمثلهم لقيم الدين كل ذلك مرتبطة أواصره باحترام مستوى ستر معين. من وجهة نظر فلسفة القانون مستعارة من السياق الوضعي وبالعودة فبلها لمقاصدية الشرع نجد أن الحمائية هنا قانونية ذات هدف اخلاقي. فلا يمكن التعويل على مثالية الجميع ولذلك وجدت القوانين. 

لذلك فلفهم موضوع الحجاب في الاسلام ينبغي أمران ظاهر العلاقة بينهما التضاد وواقعه التكامل المعنوي : لابد من تقمص وتجرد. تقمص لجوهر المقصد في الدين (الناس عباد الله واختلاطهم الفوضوي مفسدة ومن ضمنه عدم التستر العام)، من جهة، والتجرد، من جهة أخرى، من طغيان تأثير فكر لاديني يرى الانسان "منوجدا "ممسكا بمقادير قدره ويراه مطلقا متشكلا صيروريا في اللامحدود (الناس غير مقيدين بمرجعية إلا في حدود التعايش الاساسي وفي الحد الادنى والحياة جدلية افعوانية، وهذا جوهر فلسفة العلمانية النواة). عند الخلط تعج المضامير بعفاريت الاشكال و"ملائكة" التضليل (عصر الدين في قناة اللادين وتوضيع النص القرآني باعتباره نصا مؤلفا مستلهما من سياق القرن السابع). الخوض في وجوب الحجاب (الستر) بتأويل تبعيضي للنص مقروء بشهية الخلع انسجاما مع نزعة سياقية لا يغني في قوة المادة الفقهية بشأن لزومه. لعل ذلك، من وجهة نظري كمقاربة صديق جزر قمري من رواد الفودكة المعلنة، انبرى ذات جلسة في مطعم السكن الدراسي الذي يؤوينا، محاججا ضمن انتمائنا للاسلام ليقول لي بضعف دلالة فعل "اجتنب" على المنع ! 

هل ثمة تداخل بين الزي الشعبي في المجتمعات المسلمة وحصرية الهندام الساتر. للأسف هذه حقيقة ماثلة للعيان. لن تتعبني كثيرا في تفسيرها فهي نسق من انساق تداخل العادة والدين وهما ذوا مكامن اشتراك (احتواء من الدين لها وفق مقاصده وضمن صيرورة تمثله) ومناطق تعارض (حين تخرج العادة عنه وحين تطوعه لذاتها). لذلك لا وجود لزي ‏يونيفورم" حصري في الاسلام بل الجوهر تحقق غاية الستر. ولا بأس بالتذكير أن الستر مجسم وليس خطيا. كيف؟ محسم بمعنى ستر تضاريس الجسم وخطي بمعنى ستر ظاهر الجلد. لكن. لنتوقف هنا على حرف السؤال التالي: هل يعني عدم حصرية التستر في شكل هندامي معين التحلل من مفهوم الستر نفسه؟ أو ليس - ضمن النطاق الديني (وللاديني الصريح أن يقول لا حتى حين) - من الخلط الجرمي في قانون التمنطق والتحليل سحب رداء رفض حصرية الملحفة على ساح عدم وجوب التستر؟ اكتفي بالتساؤل. . 

لن أبرح هذه النقطة حتى أجيب على سؤال منطرح منطقا حول الزي الشعبي في سياقنا وهل هو عاكس لمبتغاه المقصدي. تماما كما ابتغي بالدين نفسه كنهج وانتماء اغراض نفعية استرزاقية (معنوية ومادية) استلحف برداء التستر مسحوبا لتغطية انحرافات كثيرة في النسق المجتمعي العام. قد يكون ذلك تجوزا مني لكن سأستخدم علاقة النفس بالمجتمع (المتأكدة فلسفة) مستأنسا بها في تصور المجتمع نفسه نفسا (وحدة نفسية) تتنابها غرائزية ونزوع نحو المثل وتقع بعقلها الحمعي الانتفاعي (خارج مثلوية الدين العليا) في لعبة تذاكي بطيئة (برتم الساعة الاجتماعية) مجانسة كتلة تناقضها وتباين نزعاتها في التحاف شكلي للدين في النطاق التمثلي ينعكس تخصيصا على الهندام فيكون الستر متحولا نسبيا من الغاية الدينية الاخلاقية إلى الغاية التسترية تمريرا للعيب المنهمك فيه عمليا فيقع "التصالح" بين شتات الذات (الباس الباس كفهوم). هنا ينبغي التفريق بين رفض الاسلام للمجاهرة لغاية حكمية متمثلة في منع استمراء الفوضى القيمية وبين تقمص حكمة تلك الغاية لتكريس نقيضها بالقول إن المجاهر صادق لمجرد تهرب المستتر. الأولى حكمة إلهية مطلعة على العورات دون حاجة استبيان، والاخيرة مكر بشري للتهرب من نزعة نزواتية مدرجة انتهازا في قاموس التقبل الثقافي "الديني" (أعني توظيف عدم المجاهرة - مجتثا من سياق حكمته - في "تجُّملٍ" استمرائي للانحراف) . 

لكن هل يعني ذلك استطيابا للمجاهرة كتعبير عن النقاء والصدق مع الذات واستهجانا لكتم المعصية (في إطار عدم افشاء الفاحشة) كنوع من النفاق؟ على جرف هذا السؤال ينبغي استشراف الافق وتبين الموطئ ولا يكون ذلك إلا بفهم جوهر الدين في تمايزه الانسجامي تواؤما مع الطبيعة البشرية ضمن نطاقها الفردي والجماعي. ليس من الاخلاص عرض الذنب في النطاق الاخلاقي خارج محال الاستبيان القضائي (لارتباطه حينها بحقوق الغير) ويعد ذلك مجاهرة لخلاصة العلاقة ثم مع الله فله أن يستر العبد وهو له محاسب عموما فردا. أما المجاهرة ففعل لا يكون إلا في متجه الحث والدعوة حتى إن بعض الخوف من الرياء بالخير مؤثم. أرجو أن تكون الخلطة في هذا الباب قد غدت مستعيدة لشتات عناصر تشكلها ابتداء. 

خلوصا نحو نقطة الدين/اللادين، ولعل منهج المنشور قد اتضحت معالمه الآن، وبعد ذلك النبش التفصيلي، أليس من الحري بصاحب الموقف أيا كان أن يميز لمخاطبه ارضية المنطلق؟ أطرح السؤال لكون أغلب ما قرأت عن الموضوع وحولياته مصنف في المنطقة الرمادية التي توفر خضما مريحا ل"التأمْيُبِ" (نسبة للاميبا المشكلة لاقدامها وفق الظروف) في التأصيل. كيف؟ يؤخذ من مسلمات فكر قطيعي مع الدين يعتبره متجاوَزا فكرا ومعطلا مسارا ليفعل في حيز ديني مناسب لجوهر وجود الخالق (وما ينبثق عن تلك النقطة الفارقة)! أوضح. قفز البعض على طريقة ترزان في البركة فمرر في قناة عدم الزامية الملحفة عدم وجود أصل للتستر لدى السيدات في الإسلام + خلط البعض بمقياس باعة الجملة في سوق الخضار (يبيعون احيانا بالكم الهندسي المساحي البادي للعين) بين تناقضات قائمة في مجتمعنا خاصة به وبين موضوع الملحفة من جهة وبين هذا الاخير والتستر فاستنتج، بأعجوبة، من نقص في ثقافة المجتمع التميزية العجيبة تقبلا" ضمنيا لمسألة الاخلالابلستر في خانة و(التشدد في استهجانه في خانة على أساس اثني مثلا وهي حقيقة مؤسفة) تقبل تقبل مبدأ السفور. 

لذلك حبذا لو جنبت هذه المنطقة بأس التنعيم التقيوي لفكرة لا يؤمن اصحابها بآكدية الدين ويقعون ضمن نطاق "التروام"، التبعيض، السلق، "التخفيف" لعبء (يستشعرونه مزاجيا أو لقناعة بسخافة فرضه من منطلق لاديني قار في خلجات النفس) بتفكيك تأويلي لنصوص دينية (استعانة ببعض الدين على بعض). إني لأحترم (والفعل هنا متضمن ذاتيا ضده اتجاه ضد مفعوله)، حقيقة، اللاديني القائل إنه لا يقبل هذا لأنه لا يقتنع بالدين أصلا، ولا يقع في هذا التذاكي غير المفحم دينيا (على افتراض اشتراك الارضية)وغير المغير في واقع النقاش العام لافتقاره للمنهجية السليمة (على افتراض نقاشه من دائرة نفي للدين). . 

في الختام، ليس منشوري خوضا في تفااصيل موضوع شخص بعينه وأتفهم مرارة الوقوع ضحية لبطش آلة المجتمع حين يمارس لعبة التخفي والظهور مازجا بين تحقيق نزواته وفرض قداسته وأذكر بأن ذلك من أكبر المفاسد وأن سابق الأمم محقت بسبب بعض تلك الازدواجية والاكراه التكريهي في الدين. لكن ايضا، أميز جيدا، جيدا، جيدا بين الموقف الشخصي ضمن قناعات عابرة فردية وبين تمادي الشخص في نقل ذلك لدائرة الموقف الساعي لتغيير ثوابت المجتمع. خيط رفيع هو جدار منطق اجرانتي عظيم. لذلك ينبغي الجمع بين دقة الاستهداف بالتفهم للخاص الناصح تذكيرا بالعام (من أوجه الحق البذل لفهم دواعي الوقوع في الباطل والسعي لازالتها) وهذا نهج الهدي النبوي وكذلك دقة الاستدراك والتبيين لسعاة الخلط والسف من دقيق النوازل للفتوى في الدين بقريحة المزاج اللاديني (منطقة وسطى بين القناعة والرفض بارزة معالم وجودها لدى البعض وكشفها الفيسبوك بيسر وبطء وزمن فهمي متأن).

أما النقطة السابعة (كما في لوحة الاستهلال) أي قولي هناك شيء هو اللاشيء فألخصها في عبارة سمعتها في إحدى المسرحيات الكويتية حين سأل أحدهم أحد اللاموقفيين عن رأيه في نازلة فقال إنه يحتج على الموافقة ويوافق على الاحتجاج #إلذاك