كلمة الاصطلاح إثر تصفحها للمواقع الوطنية في الانترنت "اطلعت فيها على تشكلة واسعة النطاق لتجمع يضم كثيرا من المواطنين أصحاب هدف واحد ألا وهو المساندة المطلقة لبرنامج السيد رئيس الجمهورية محمد بن الشيخ الغزواني الذي تقدم به للمواطنين عند ترشحه للرئاسة" وفي تعليق أولي على هذا التكتل يجب على كل مواطن أن يحمد الله عليه مخلصا لهذا الوطن الذي رأى فيه هذا العدد من الكم والكيف في دولة موريتانيا وكان المشرف على تشكيله نظر إلي لوحة فنية تمثل جميع العناصر الموريتانية عمرا وثقافة ولونا ولغة بمعنى أن الكم ولله الحمد كثير جدا وان الكيف يكاد أن لا يخطئ طرفا واحدا من أي بقعة من الوطن الموريتاني ولا مفكرا من مفكريه إلا ويرى له تمثيلا في هذا التكتل العريض الطويل العميق إلى الجذور، إلا أنه من المعلوم أن هذا الكم والكيف الذي تكتل وتشكل هكذا لم يذكر لتكتله هدفا إلا هدفا واحدا ألا وهو المساندة لبرنامج السيد رئيس الجمهورية.
ومع أن هذا البرنامج بتفصيله الموجود به مقبولا عند الأغلبية التي انتخبت هذا الرئيس الذي تقدم به إلا أنه من المؤسف والمؤسف جدا أن هذه الطريقة التي يحمل هذا التكتل ملامحها المعبرة عنها بدأ العمل بها من ميلاد هذه الديمقراطية العسكرية الفوضوية الاستبدادية العرجاء التي كان وعاؤها الحزب الجمهوري والولادة المشوهة التي ولد بها باسم الديمقراطية، والتي تعني أن رئيس الجمهورية يشكل نواة يطلق عليها اسم حزب لا تتجاوز دمقرطته معنى اسمه الذي يوجد في حروفه المتركب منها "الجمهوري".
ولكن معناه الصحيح أيها الموريتانيون أنا رئيس الجمهورية الذي يوجد كل ناطق وصامت فيها تحت تصرفي وأملك التصرف الكامل في هذه الدولة المادي منها والمعنوي فأنا الضامن لتنفيذ ما في الدستور إن أردت تغييره غيرته بإرادتي المنفردة، وفي هذا الدستور أنا وحدي المسؤول عن التعيين في الوظائف والعزل منها وغير مسؤول أمام البرلمان فالمسؤول إما الوزير الأول الذي لا يملك إلا المسؤولية المنزوعة الصلاحية في التصرف في أي جزء.
وأنا القائد الأعلى للقوات المسلحة فلا ضرر منها إلا عن طريقي إلا إذا كان انقلابا وأستطيع أن أخضع بها هي وقوات الأمن أي نشاط غير آمر به وبدون مراجعة عن سبب ذالك الإخضاع.
وأنا رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذي أستطيع أن أعاقب بل وأقصي مؤقتا أو إلى الأبد أي قاض لا ينفذ ما أمرته به عن طريق وزير العدل والنيابة العامة التابعين مباشرة لأوامري إلى غير ذلك من التحكم في خيرات هذه الدولة وحلها وعقدها الخ.
ولذا فان المراد من هذه الديمقراطية العسكرية الفوضوية هو تشكيل حزب باسمها وأن ينخرط في هذا الحزب كل من لا ضمير له ولا غاية له خارج منفعته الشخصية المادية بغض النظر عن الطريق الذي يخدم بها هذه الفكرة وعن طريق الدخول أو قبول تشبثه بهذ الحزب فإذا أسندت إليه أي وظيفة ولو بوابا فيصبح تلقائيا من هذا الحزب لأن البواب تابع لإدارة وتلك تابعة لوزارة والوزير على الأقل يكون مثل الدابة التي بهمت إلا عن ثلاث مالكها وما ينفعها وما يضرها، وبهذا القبض المحكم من كل جهة على المواطن تحضر الانتخابات على هذا الأساس المتقدم، ويطلق العنان لكل موظف ومن ورائه عيون رؤسائه لتحصيل الكمية التي أجابته إلى ما يريد من الانضمام لهذا الحزب ومرشحيه ونتيجة لهذه الإجراءات الصارمة يتشكل النواب من ما يسمونه الأغلبية التي وجد لها روافد من هذه الفوضى يصبون تأييدهم وما أوتوا من قوة التملق والتحزلق الاستخرافي بالقول والفعل من منافذ الحزب المباشرة من المسؤول الأول فيعينهم في اللائحة الوطنية أو لائحة انواكشوط أو لائحة النساء إلى أن ذلك من معجزات النجاح المدفوع الثمن أكثره من تنصيب الكرامة والطرق الملتوية. ولذا فأكثر حالات الحزب هنا هو الخلل القاتل وربما التمزق علي مناصب الحزب لان التوأمين إذا أرادا الخروج في وقت واحد تهلك امهما ويتشوهان ومنا ضلو الحزب كما يسمون يتنافسون على الكم من المواطنين.
وبهذه الأغلبية المولودة قيصريا يكون النواب والسلطة التنفيذية اسمان لمسمى واحد ونتيجة لذلك تبقى دولة موريتانيا تراوح مكانها لا قائد لها إلا عن طريق مفكر واحد مشغول بالمحافظة على هذه السيطرة المطلقة على الدولة ومواردها إلى آخره.
هذه الصورة أعلاه بدأناها بالحزب الجمهوري الذي توفي رحمه الله عند قطع رأسه مباشرة وبقيت أسماء قليلة كالغريق تعلقوا بمجرد الاسم ولا أدري الآن هل ما زالوا كذلك أو وجدوا برا ينزلون فيه سالمة أجسادهم وراجعة إليهم أفكارهم كما كانت، ومن هنا يعرف الجميع أن موريتانيا كاد أن يهلكها ويمحوها من الخريطة طريقة الحزب الجمهوري من فهمه للديمقراطية وهي تملك الدولة وكوادرها لكل من خلق الحزب أو ساهم في إنشائه وعمل بمقتضى ذلك حتى وصلنا بذلك الحزب إلي الحضيض، وعلى الجميع الذي لا يتيقن هذه الحقيقة أن يسال سكان الولايات عن ما فعل فيهم تشكيل الوحدات من العداوات والتمزق داخل هذا الحزب الواحد الذي لا يتنافس أصحابه إلا في الولاء المطلق للقائد لكل شيء في هذه الدولة ولا فكر له إلى في البقاء ولا شيء غير البقاء.
وعند ما أراد الله لهذه الدولة أن يتأخر اضمحلالها جاءها ذلك "مخلوق الله" المنقلب الحقيقي وربما الوحيد على الحزب الجمهوري ولا شك أنه بالرغم من عدم رئاسته موريتانيا آنذاك فقد استطاع بقوة عزمه وشجاعته النادرة أن يدير موريتانيا من وراء إدارة ابن عمه اعل رحمه الله وأن يحافظ بالكم والكيف والأسلوب على تماسك تلك الأغلبية المبنية على تلك الديمقراطية العسكرية الفوضوية المكتسبة من بين الخوف والطمع تحت اسم حزب يجتمع على اسمه فقط الجميع.
وعند ما استعمل ذك "مخلوق الله" التركة التي ورثها من الرئيس الذي انقلب عليه جاء عن طريقها بالسيد / سيدي محمد بن الشيخ عبد الله كرئيس وأراد سيد الاستقلال عنه بحزب عادل لكن سنتي رضاعته لم تكتمل فخلع "مخلوق الله" آخر لبنه وبذلك لم يتم نموه واستقر على نواته الأولى التي تشكلت، وبعد استيلاء "مخلوق الله" على موريتانيا بشخصه الفريد من نوعه فهو فعل انقلابه الأول وخلقه مثل "الحمل الوديع" فدمه خفيف وأغراضه محدودة إلا أنه لم يخرج من الحكم إلا وهو أسد يحمل "كنفرات" لا يرى الرجال إلا خداما له، وموريتانيا كلها بسمائها وأراضيها وخيراتها كرة بين قدميه لا يرميها إلا لمن يردها إليه كأحسن ما يكون أي إلا إلى أصدقائه.
وهذه الصورة البائسة الاستبدادية والتي نحن فيها قد أفرزها حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الذي شكله "مخلوق الله" طبقا وكما وكيفا للحزب الجمهوري وزاده "مخلوق الله" بكوادر تدربت وتجهزت لاستلاب الدولة تحت ظل "مخلوق الله" لما رأى فيها من الكفاءة المطلقة للطاعة العمياء التي يريدها هو لهذا المشروع المسمى موريتانيا أنا هو المتصرف فيها ولا أعطيها إلا لمن أحب أويحبه من يحبني ومن ذلك تجمعت وتكتلت هذه الكتل التي أعلنت الآن تشكيل وحداتها ولم تتذكر أثناء التشكيل أن المشكل لها على غرار الاتحاد من اجل الجمهورية يريد بها مكسبا يتركه يدا له على رئاسة الجمهورية الجديدة، ولذا فميلاده وقع تحت إرادة أولئك المسؤولين وليس لخدمة برنامج، فالبرنامج إذا كان له خادم فهم الوزراء وحدهم الذين عينوا لتحقيق ذلك ولكن التكتلات شكلت أنذاك لمجرد نجاح هذا الرئيس الذي اختير من طرف "مخلوق الله" لمهمة في نفسه هو ولكن ما معنى ذلك أن هذه الكتل التي تكتلت أولا حقيقة على نجاح الرئيس لأن كل فرد منها صوته المهم ولكن بعد نجاحه تريد هي أن تذهب بهذا التكتل إلى نجاح برنامج الرئيس فالمتأمل للموضوع يعلم أنها لا ممر لها نحو إصلاح البرنامج لأن المصلح لا بد له من مباشرة الفكر الذي سيصلح به البرنامج والمادة المستعملة للإصلاح إلى آخره.
ومن هنا وهنا بالذات أقول وعلى الجميع أن يقول لكل تكتل وكل حزب مشكل أو سيشكل كفى ويكفي من تتبع أسلوب المواطنين لتزكية طريق الديمقراطية الفوضوية العسكرية التي شرحناه أعلاه والتي لا تخطئ الأذن سماع صداها ورنينها الخاص بها والذي تستعمله الإذاعة كل ساعة لتؤذي به من تمجه أذنه وعقله وفكره الخ ألا وهو قول المذيع عند أي انجاز ولو بسيط ونظرا للتوجيهات السامية للسيد الرئيس والإشراف والأوامر المباشرة تحت رئاسة السيد الوزير الأول قام الوزير الفلاني بعمل كذا وكذا كأن جميع الوزراء آلات صماء بكماء لا تفعل من تلقاء نفسها أي شيء إلا الأكل والشرب وما يقتضي ما يتبع ذلك.
والآن حان أن يطرح هذا لسؤال على مفكري ومثقفي موريتانيا من جميع الأعمار وفي أي جهة موريتانية يسكنون ومن أي أسرة كانوا.
انتم تعلمون أن موريتانيا ربما هي الدولة الوحيدة التي يعلم أبناؤها والدارسون لها من أي جنسية كانوا أنها البلد الوحيد الذي يوصف بأنه أغني بلد في العالم بحجمه هذا وبثرواته وشعبها هو أفقر شعب على حجمه هذا، وما ذلك إلا بسبب ما وقع لها من عند حرب الصحراء وما فعله حكامها بعد ذلك من نوع هذه الأحكام الذي كنا نصف آنفا أول المقال والسؤال هل يمكن أن يرى بعض هذه الأرواح التي ما زالت أحياء تكتلات حقيقية وطنية ولا تخدم برنامجا لأي أحد ولكن تخدم هذا الشعب المسكين الفقير الغني بكل أنواع خيراته؟.
فكل أنواع الثروة موجود في موريتانيا التي يغني وجود واحد منها في دولة لها رجال يريدون إغنائها ولا يريدون حكمها هي فقط، ولم يحب خيراتها أن يأخذها بكل الوسائل مع مؤامرة سلبية المقصد مع حكمها.
أولا: فموريتانيا دولة عندها أراض زراعية معطاء فمن ذهب من نواكشوط مع طريق الأمل قبل أن يصل إلى ألاك ينظر الماء أصبح تحت قدميه على الطريق المعبدة 20*20 طولا وعرضا من الماء وبعد أشهر تبلعه الأرض من غير أي استفادة منه وإذا تجاوز ألاك إلى الجنوب حتى كيدماغا يرى بعينه - لو استطاعت دولة زراعية رأوه رجالها أن تسلبه من موريتانيا لفعلت - فمن بوكى إلى سيلبابي وأودية موريتانيا يصبون ماء الله الذي ينزل عليهم من السماء لقضاء الأغراض التالية كما قال تعالى {هو الذي أنزل لكم من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات}.
فعكس كل هذا تتركه موريتانيا ليغذي نهر السنغال وتأخذ هي منه حاجتها ونحن يدمر نزوله علينا بيوت القرى ونترك منفعته للآخرين.
ثانيا: المعادن، - ثالثا: الثروة البحرية، – رابعا: الثروة الحيوانية كل هذا ولا تجد أي فكرة ولا كتلة تتكتل لتغني شعبها ونفسها بدون الدولة وكان حظنا في الدنيا حتى نفارقها هو التصفيق للحكام ليفعلوا بنا تلك السنة السيئة التي بدأها الحزب الجمهوري وورثها الاتحاد من اجل الجمهورية وبدأت الكتيبة البرلمانية فشيدت أركانها لتعزف عليها ومن يخلفها في الموضوع بأنواع نفس الوراثة وهكذا وصلنا الآن إلى هذه التكتلات التي ليس عندها إلا برنامج رئيس الجمهورية الذي له رب سيحميه.
وعلى كل حال فأرجو من كل قارئ فهم الموضوع أن ينحو على منواله ليريحنا من تلك السنة السيئة سنة أتباع الشر وترك سنة الخير كما قال تعالي: {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} والله يقول {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.