كلمة الإصلاح لو كانت الأمنيات كلها تتحقق لتمنيت أن يبعث الله لنا اليوم عرب الإسلام والجاهلية إلى نهاية دولة المرابطين مرورا بالخلفاء الراشدين ودولتي الأمويين والعباسيين وحتى نصل إلى انتفاضة دولة المرابطين متوجهين إلى الأندلس الانقاذ أمرائها عندما وصل بهم التفكير إلى الركون إلى متاع الدنيا فقط مما أدى إلى النزاع بينهم حتى تغلب عليهم أعداؤهم وهم منشغلون بملذات الدنيا والتفنن في متاعها حتى وصل بهم ذلك إلى الضعف المخيف الذي لم ينقذهم منه إلا وصول المرابطين لإنقاذهم بما وقع في معركة الزلاقة.
ومثل ما وقع لأمراء لأندلس هو الواقع لآن مع الأسف لسكان مصر ودول الخليج باستثناء الكويت.
فمن ما يرى بالعين المجردة اليوم على أسوء منظر وأسوء سماع ما يصوره المصورون ويكتبه الكاتبون من هذا التلوث القاتل المميت لسمعة العرب المسلمين وحتى عرب الجاهلية وقد أحدثه أولئك الذين ما زالوا يتسمون بالعرب ويسكنون فوق أرضهم المقدسة أرض الحرمين وأرض الكنانة، وأرض عرب الجاهلية الأباة في كل من نجد وتهامة والحجاز إلى كل أطراف الجزيرة العربية هناك .
فهذه الأمنية وهي رجوع ساكن تلك الأرض العربية من مسلمين وجاهليين لو تحققت _ لأريناهم ما يقتلهم غما ويكفرهم بميلاد هؤلاء من أصلابهم.
فالعرب المسلمون أوضح الله في كتابه مجدهم في قوله تعالى {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا}، ويقول في حقهم {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} إلى آخر الآية.
أما شيمهم الروحية فقد قال الله فيها {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومن ما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.
أما عرب الجاهلية فكان متاع الحياة المفضل عندهم هو سماع كلمة شكر وفخر تعبر عن شيمهم المعروفة من الشرف والشجاعة والكرم والعزة وإباء الضيم والكبر على غير الله.
فشاعرهم يقول:
وأستف ترب الأرض كي لا يرى *** له علي من الطول أمرؤ متطول
ويقول عمر بن كلثوم في معلقته في فخر العرب في الجاهلية أبياتا غير متوالية يقول:
أبا هند فلا تعجل علينا *** وانظرنا نخبرك اليقينا.
بأنا نورد الرايات بيضا *** ونصدرهن حمرا قد روينا
بفتيان يرون القتل مجدا *** وشيب في الحروب مجربينا
وإن قناتنا يا عمر أعيت *** على الأعداء قبلك أن تلينا
فكنا الأيمنين إذا لتقينا *** وكان الأيسرين بنو أبينا
ويقول أمية بن أبي صلت:
فإما تسألي عني لبينا *** وعن نسبي أخبرك اليقينا
ثقى أني النبيه أبا وأنا *** وأجدادا سموا في الأقدمينا
إلى أخر ما عبر عنه النبي صل الله عليه و سلم من مدح العرب الجاهلية كسلالة طيبة فقد قال النبي صل الله عليه و سلم إن الله قد خلق الخلق و اختار منه العرب وخلق العرب واختار منهم بني هاشم إلى أخر الحديث كما قاله الرسول صل الله عليه و سلم بألفاظه المعروفة و قال إنهم الرهط لولا الكفر كما أنه صل الله عليه و سلم عندما وجدهم قد قرروا التحالف بينهم على الشيم الفاضلة وهي نصرة المظلوم والوفاء بالعهد إلى آخره قال بعد رسالته صل الله عليه و سلم أنهم لو دعوه الآن إلى هذا الحلف المسمى حلف الفضول لأجابهم إلى ذلك.
هؤلاء الموصوفون أعلاه من العرب سواء كانوا مسلمين أو جاهليين لو استجاب الله أمنيتي بوجودهم معنا الآن لقلت لهم تعالوا لتروا وتسمعوا ما فعله من يدعون أنهم أبناؤكم الذين سكنوا في مساكنكم وأصبحوا هم سلطات بيت ربكم الذي اختار له البناء في أرضكم وجعله حرما آمنا لكم وتولى حمايته من أعدائكم.
تعالوا لترونهم ناكسوا رؤوسهم أمام من أضله الله على جهل وختم على سمعه وقلبه وجعل على البصر غشاوة ـ ترامب قذارة القرن في الأرض لتروه لهم حاشرين ليقول لهم أمام هامانه نتنياهو مخاطبا له أعطيتك نهائيا السلطة الكاملة على بيت المقدس فهو لك لا ينازعك فيه إلا من كفر بي وبسمعتي وقوتي.
هؤلاء الذين يدعون أنهم أحفاد أولئك العرب من المسلمين يصفقون له ويضحكون ويفرحون ويمرحون أمامه كأنما أعطيت لهم كتبهم بأيمانهم ويقولون لمن حضرها: {هاؤمُ اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه}، وهم سامعون فقط كلمة إجرام خارجة من فم ذلك العربيد اترامب وقد ملئت ظلما وزورا .
فلو كانوا يقرضون الشعر لأنشدوا أمامه :
نسير إذا أشار "اترامب" جريا *** ونأتي خاضعين وطائعينا
و"كشنارٌ"بجلسته نباهي *** ونحسبه الأعز منافقينا
ألا لا تنكروا قومي علينا *** فقد ذهبت عقول العاقلينا
أيها المسلمون الشرفاء في دولكم في أندنوسيا وماليزيا وباكستان وتركيا وجميع بلدان المغرب العربي وفي فلسطين الأبناء الصلب حقيقة للعرب المسلمين والجاهلية في الشهامة والإباء فأنتم والله أيها الفلسطينيون من وصفكم النبي صل الله عليه وسلم الوصف الكاشف الواضح لا يضركم من خانكم أو خذلكم حتى يأتي وعد الله فأنتم المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ولا تزالوا بإذن الله على عدوكم ظاهرين ولأذنابه الحاقدين قاهرين.
انظروا إلى فعل من يعرف لغة القرآن مباشرة بدون تعب ولا ترجمان والقرآن يقول له {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} ويقول أيضا {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}.
اسمعوا ضحكهم وتصفيقهم لكلام ترامب وقد استدعاهم ليسمعهم منكرا من القول وزورا وهو يسلم مسرى الرسول الله صل الله عليه وسلم إلى عرش رب العالمين حتى كان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إليه ربه – هناك هناك هناك - ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى .
فيا أبناء مصر الكنانة ويا أبناء الخليج العربي – باستثناء الكويت ونائبها البرلماني الذي تكلم في الأردن بالكلمات المحماة التي ألقمها لأفواه أولئك الضاحكين لاترامب حين سلم ثالث الحرمين لأشد أعداء الله المؤمنين بنص القرآن ماذا تريدون من الحياة السعيدة بعد هذه الفعلة الشنعاء؟
إن الدنيا كما يعلم الجميع عندها ملذات للجسد وحده وهي الأكل والشرب والمنكح ويشترك فيها البهائم مع من يكون من الناس مثل البهائم أو أخس منها كما قال تعالى {أولئك كالأنعام بل هم أضل}.
وملذات للروح يخرج منها نور يعم جميع الجسد ويخرجه ذلك من الظلمات إلى النور منها أولا الإسلام وثانيا ما فضل الله به الفضلاء من هذا البشر وهو وصف الشرف والعزة وإباء الضيم إلى آخره .
وهذه هي أوصاف الحياة الشريفة التي خلق الله أعلاها واختار لها العرب ليكون منهم النبي العربي آخر رسول يبلغ كلام الله لجميع الناس المنزل من السماء إلى الأرض للهداية الأبدية.
هذه الأوصاف الحميدة لأولئك الأجداد خلف من بعبدهم خلف أضاعوا كل شيء من أوصاف المسلمين والعرب واستحبوا الحياة الدنيا على الآخرة فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.
فقد قاموا بما أسماه الرئيس التونسي بحق وهو يتكلم بسلطان مبين على أن من حضر تلك الصفقة فقد تلبس بالخيانة العظمى.
فأنا أقترح على الدول الإسلامية غير العربية أن يعقدوا مؤتمرا مع دول المغرب العربي ليعلنوها مدوية صفقة القرن خيانة عظمى، ويعلنوا على الملإ أن أسماء الحاضرين لها من العرب المصفقين عليها كلهم "أبو رغال" ليوزعوا صورهم على جميع الأقطار العربية طالبين بأن كل من مات منهم فعلى كل مسلم أن يذهب إلى قبره ليرجمه بعشر حجر تسمى أبابيل كما فعل العرب بقبر أبو رغال الذي ذهب مع أبرهة ليدله على بيت الله الحرام لهدمه فألزمت العرب كل حاج منها أن يمر بقبر أبي رغال ويرجمه.
فهذا هو أقل ما على المسلمين أن يفعلوه لأصحاب هذه الخيانة العظمى يقول تعالى {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.