لكل بطل ميعاد مع يوم سعده، ولأن يوم السعد هو يوم يتمناه الجميع لطالما كذب المنجمون لكي يمنحوه – بالتنجيم - حتى للجبناء!، وكأنما لتمييز يومك عن أيام سعود المنجمين الكاذبة أرادت الأقدار أن تزيدك على الأبطال - كل الأبطال - قدرا وأنت الصغير الكبير! فتمنحك زيادة على سعود الأبطال بدل اليوم يوما وليلة عطاء من ربك: {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}.
كان قدرك أن تعلو المياه في منتصف "السد" لكي تحرك آسنها تحت رمال "الزيره" وبين منعرجات "الشانتية" معيدا للرمز القديم ألقه، وللماضي حضوره يوم كان "التلاميذ" يملأون "الحضرتين" ذكرا وترتيلا ومرقعات، يتنافسون بين "الحضرتين" على المعالي تنافس الشيخين في ذات الله، يتسابقون مشائخ وتلاميذ إلى ارتقاء سلالم عالم الغيب!.
بربك قل لي ايها البطل:
كيف ركبت كل هذا الخطر فقط لكي تعيد إلينا ذكريات ماض أنت تعرف بأن عودته للذاكرة - ولو للحظة - سوف تفضح تلاميذا استحلوا "الحضرتين" بعد صالح سلفيهما شيوخا وتلاميذ!، تعرف أنها سوف تفضح كل مشائخ السياسة، وكل وفود تلاميذ السياسة!، وكل رجال أعمال السياسة بقلوبهم القاسية وأثوابهم الغليظة وحضورهم الموسمي ليس لكي يذكروا الله ككل تلاميذ الأمس وإنما لكي يقتاتوا بجهود الضعفاء من بقية رموز ما ترك آل موسى وآل هارون حين صارت تحمله الأبالسة!.
بربك - أي شبو - قل لي:
- كيف في ساعات قليلة جمعت حولك الجميع برغم محاولات التعتيم من الكل: شركات اتصال، وحاكم ووال ووزير داخلية؟!،
- كيف استطعت بجسدك العاري وسنك الوردية أن تقف – آسف - أن تجلس فوق الماء! وحدك على ذلك العمود متحديا جبروت الأعميين وغطرسة إدارة إقليمية وشركات اتصالها حين أرادتك أن تموت في ظلمات تعتيم وأردت أن تحيي بجلستك على الماء تلك مشاعر شعب أوشكت قبلك أن تموت فقط لكي تبيتا في ليلتك وليلته وكلاكما يقاوم اليأس بالرجاء، هجوم الموت بإرادة الحياة، تخاذل حكومة بتلاحم شعب!.
جلالة البطل:
لو لم أكن واثقا بأن كتاب الاقتصادي السويدي (جونار ميردال) "الدراما الآسيوية - بحث في فقر الأمم" قد كتبه عن "الدولة الرخوة" في سنة 1968م، ونال عليه جائزة نوبل 1974م، لقلت بأنه - متأثرا ببطولتك و"برخاوة" دولتك - قد ألف كتابه ليلة البارحة، مباشرة بعد منحتك التدريسية التي تخرجت منها في يوم وليلة بطلا فوق العادة وكامل السلطة خلاف ما يظنه السطحيون كان محنتك!.
ختاما أيها البطل أريد أن أسأل قبل الاختفاء:
- هل حقا خططت لكل هذا المجد كما تدعي بعض دوائر أمن أدمنت تعذيب القط لكي يعترف بأنه فأر؟!،
- هل حقا كان السد الذي امتطيت لمجدك سد "المسعدي،" وبالتالي فأنت يمليخا، أم كان سد "ول آده" وبالتالي فأنت حكاية قديمة تتجدد، وتاريخا ثقافيا يأبى أن يتحول صرافة "تيفاي"!، وإنسان قناعة وفتوة يستعصي على شراءه سماسرة "الكومسة" ودعاة كاذب الإنصاف؟!.
كامل الإعجاب.