تعتبر ذكرى عيد الاستقلال محطة راسخة في تاريخ الأمم والشعوب وفي وجدانها، لما تحمله من دلالات عميقة وقيمة رفيعة، تعكس الوطنية الحقة في أسمى وأجل مظاهرها، وتجسد انتصارا لإرادة الشعب ووحدته للتحرر من الاستعمار، وإرساء أسس وطن مستقل وموحد يستشرف مستقبلا ناهضا لأبنائه.
فنضج الشعوب واتساع مطامحها لبناء حاضرها ومستقبلها، يرتبط ارتباطا وثيقا باستحضارها لتاريخها، ولحظاته النضالية، ومعاركها من أجل البقاء والاستمرار، وإبراز إسهاماته بين الأمم، وصولا لمستقبل أفضل.
لقد ضربت المقاومة الموريتانية روائع من الكفاح الوطني على امتداد ربوع الوطن امتزجت فيها الدماء والتحمت القوى مع بعضها في مشهد يعكس قوة الإيمان بالوطن ووحدته واستمراره.
ولم يفلح المستعمر في وقف هذا المد المقاوم، الذي ترسخ في أعماق كل الموريتانيين، فقد شهدت كافة ربوع الوطن الكثير من المعارك البطولية التي جسدت مقاومة أبناء الوطن للوجود الأجنبي وهيمنة الاستعمار، من أبرزها:
- معركة ألاك 1903
- معركة بوكادوم 1905
- معركة تجكجة 1905
- معركة امبود 1905
- الحملة الفرنسية على سيلبابي
- معركة الخروفة بالترارزة يونيو 1907
- معركة اعكيلة الخشبة 1908
- معركة الرشيد إلى الشمال من تجكجة 1908
- معركة الكويشيش
- وفي كوركول شكل التحالف بين عبدول بوكار كان والأمير محمد ولد الهيبة جبهة قوية استطاعت تكبيد الجيش الفرنسي خسائر كبيرة وعرقلت زحفه باتجاه كيديماغا والعصابة.
- معركة أم التونسي 1924
إن الاحتفال بعيد الاستقلال يمثل لحظة للقيام بوقفة تأملية تستحضر تاريخنا الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل تحرير بلادنا ومناسبة لإذكاء روح المواطنة وصيانة وحدتنا الوطنية ونشر قيم التسامح والتآخي والتعالي على الجراح وطي صفحة الفتنة والشقاق وربط الماضي التليد بالحاضر المجيد والمستقبل الواعد.
فدماء أبطالنا من مختلف الجهات والأعراق والألوان يجب أن تكون ملهمة لنا في تجاوز الأخطاء والبناء على المشتركات من أجل وطن يسع الجميع ومن أجل الجميع. فعيد الاستقلال يوم وطني لكل الموريتانيين لا ينبغي أن يحوله البعض إلى يوم عزاء لأغراض سياسية غير نبيلة، فمنع المواطنين من الاحتفال به أو التأثير عليهم هو عمل غير وطني يزرع الانقسام ويبني ثقافة اللا وطن.