على مدار الساعة

غزة وحدها مع مقاومتها

22 مارس, 2025 - 15:31
محمد عينين أحمد - رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة 

محمد عينين أحمد - رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة 

استأنفت دولة الاحتلال والإجرام حربها الغادرة علي الأبرياء والعزل في قطاع غزة، متنصلة من وقف إطلاق النار الذي وقعته مع حركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية، مكررة بذلك نقضها للعهد الذي ورثته دول الكيان الصهيوني، جينيا كابرا عن كابر.

 

لم تكن الدول الراعية لوقف إطلاق النار والضامن الأمريكي لتقبل لو أن المقاومة هي من اخترقت الاتفاق وبدأت بالحرب، لكن دعم الغرب لدولة الاحتلال، وكيله بمكيالين في قضية فلسطين لم ولن يتوقف.

 

لقد دفع المعتوه ترامب منذ وصوله السلطة بدعمه للاحتلال، واقتراحه تهجير سكان قطاع غزة، وترويجه لفكرة إيواء دول الجوار لسكان قطاع غزة، شكل ذلك جُرعة لليمين المتطرف المتصهين الذي يحكم الاحتلال حاليا، لنكون أمام دعم أمريكي عامل لحرب تسعي لتهجير شعب أعزل من أرضه ووطنه، شعب سطّر في تاريخه النضالي الرافض للخضوع والخنوع، يرى النتن أن الضغط العسكري كفيل بتحرير رهائنه، واستمراره في الحكم، لكن تجربة حرب الخمسة عشرة شهرا لا تقول ذلك، حين أُرغم النتن إلى وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات لكنه سرعان ما تنصل من الاتفاق، رُغم احترام المقاومة لكافة بنوده.

 

وقف إطلاق النار أظهر أن المقاومة باقية وتسليمها لرهائن الكيان، وتنظيمها الجيد للتسليم يُظهر أن الإرادة الفلسطينية لن تموت، ورُغم كُلفة الحرب على سكان قطاع غزة الذي يُعاني حصارا بريا وبحريا منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن، لكن الاحتلال يتألم هو الآخر، اقتصاديا وبشريا وعسكريا، ولن تستطيع قيادته التهرب من استحقاق ما بعد الحرب على قطاع غزة.

 

يعيش الاحتلال حالة فوضي تُقربه الي نهايته وزواله الحتمي، حيث يُريد الجانب السياسي تحميل الجانب العسكري المسؤولية عن فشل السابع أكتوبر، ويُحمل العسكريون الحكومة اليمينية المتطرفة المسؤولية عن الفشل الاستخباراتي والجيو سياسي لصورة الردع الذي طالما أظهره الكيان المارق في منطقة عربية، أصبحت دولها أحرص على أمن الكيان الزائل منه على أمنها وأمن مواطنيها.

 

طالما تحدث العالم عن حقوق الإنسان وتقرير المصير، والتعايش لكن فلسطين أفسدت معادلته هذه، لميول حكام الغرب للكيان المغتصب.

 

الغريب أن أمة الإسلامية غائبة ومغيبة عن نصرة قطاع غزة، رُغم دعم أمريكا المكشوف لدولة الاحتلال، فلولا صواريخ وأموال ودعم الولايات المتحدة الأميركية لما وقفت دولة الاحتلال على رجلها يوما واحدا.

 

تُحاك لمنطقة الشرق الأوسط اليوم مؤامرات لتدمير قطاع غزة وربما جعله غير صالح للسكن وفرض التهجير القسري على ساكنته، أمام مرأى ومسمع عالم لم يعد يعترف بالحقوق، رغم أن المربعات السكنية تُنسف، ورُغم تدمير المستشفيات، واستهداف الأطفال والنساء الأبرياء.

 

إن العالم الإسلامي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضي بتوحيد صفه وقول لا للحرب المستمرة على قطاع غزة، لا لتجويع أكثر من مليونين من الأبرياء والعزل لا لشيء، سوى أنهم وقفوا ضد الاحتلال وأذاقوه درسا في السابع من أكتوبر، وغيروا صورة ردعه.

 

رغم الجراح وتوقف جبهة الإسناد اللبنانية وما له من أثر بالغ على المقاومة، لكن جبهة اليمن، ما زالت تتحرك رغم قصف أمريكا لصنعاء ومدن يمنية أخرى.

 

لا تتوقف صفارات الإنذار بشكل يومي في كافة مناطق الاحتلال، نتيجة الصواريخ اليمنية، صواريخ بالستية، تشفي الغليل، وتزرع في النفوس أملا أن الأمة قد تستفيق يوما من سباتها، وتُهاجم الكيان دفاعا عن مسرى النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم.

 

في النهاية ستزول إسرائيل زوالا حتميا، وستعود فلسطين والأقصى للمسلمين شاءت أمريكا أم أبت.

 

إن حصيلة الحرب الصهيونية الأمريكية على قطاع غزة حصيلة ثقيلة فمنذ 18 إلى منتصف يوم 22 مارس كانت حصيلة الشهداء والمصابين هي 634 شهيدا و1172 مصابا.

 

رحم الله شهداء فلسطين وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.