على مدار الساعة

فلسطين: أشهد أن لا قضية تملكتني إلا أنتِ..

22 مايو, 2021 - 02:52
الأستاذة / أمينة بباي عمار

في مساءات "غزة" المجاهرة بالصمود.. يتمطى الفرح حثيثا ليغشى بيوتا.. يزفها البشرى

 

فتهتف الحناجر إجلالا للمجاهدين..

 

فلسطين المتعالية على الانكسار لا تريد منا نصرا ولا خبزا.. فالمعابر موصدة والسلاح أكله الصدأ في مخازن الجبناء حتى الدموع جفت بعد عقود من السخاء.!

 

أشهد أن لا حب تملكني إلا أنتِ فحبك سفر أرتله "غَضّاَ" فتلين قلوب المحبين.. فيك أتحسس شوق الأسير لصلاة أمه وخبز أمه وقهوة أمه.. في لحظات انفراده المترعة بالحنين.

 

أشهد أن لا وجع تملكني إلا أنت فكل أحزاننا، آلامنا، خيباتنا، انتكاساتنا.. نطبق جراحها إلا أنت فجرحك النازف أبدا يحرض أحزاني لتنكأ كل الجراح.

 

فلسطين: الشّجَنُ الطاغي العصي على النسيان.. ما زال حضورها الوهاج منيرا.. لم يَخْفُتْ رغم وفرة مخزون الأحزان.. فعيون "المهى" لم تعد تجلب الهوى لاندراس "الرصافة" و"الجسر" في عراق اختفت معالمه، والسماء الزرقاء في "دمشق" ما عادت دفتر "شعر" وجبل الشيخ منكسر حزين.. وبيروت بدت شاحبة يلفها الضياع.. واليمن السعيد دثره الشقاء..كل هذا لم يزح "فلسطين" عن الصدارة لتبقى سيدة القضايا القادرة على جمع شتات القلوب.

 

 

 

قرأت "الإسراء" على مُكْثٍ فرُصّت في رفوف الوجدان أن الأَقْصَىٰ عقيدة والعقائد لا تموت حَوَتْ آيات بينات فيها ذكر من أَسْرَى (الله جل جلاله) ومن أُسْرِيَ به (محمد صلى الله عليه وسلم) من (المسجد الحرام) إلى (المسجد الأقصى) (ليلا).

 

للأقصى فخامة أبدية لن تدنسها قذارة الاحتلال وآثام التطبيع وغدر الأعراب..، مآذن "الشيخ جراح" المغاضبة تصرخ هذا ماجناه وهم السلام!

 

أشهد أن لا قضية تملكتني إلا أنتِ..

 

غزة المجاهرة بالنصر تستنهض الكبرياء العربي المسجى تركله أرجل العالمين! ألم يئن للضمائر أن تضج انتصارا لفلسطين؟!

 

قد يفتر شعور غير المتحمسين للبعد الإيماني لدى قراءة المقالات المكتنزة عَقَدِياً متناسين أن "فلسطين" قضية ثلاثية الأبعاد: بعد إنساني طافح ففلسطين القضية الأولى للمناصرين للعدل الكارهين للظلم.. يستوي في ذلك "حنبليُ" شغوف بالسنن و"يساري" وقر في قلبه أن "الشيوعية" هي الخلاص.. فرغم بسطة النفوذ الصهيوني القوي على دوائر صنع القرار يسارع أحرار العالم - ممن لا يربطهم بفلسطين دين ولا عرق ولا جوار - بالدعم والتأييد للقضية الفلسطينية وقد مضت سنة الأولين بذلك (اتشي، وشافيز، وكاسترو، ومانديلا..).

 

البعد الثاني: عربي خالص حيث أنه من نافلة المؤكد القول بأن فلسطين قضية العرب الأولى أميرة القلوب وجذوة غرامهم الملتهب..

 

البعد الثالث: عَقَدي لا ينافر البُعدين السابقين غير أنه عقيدة والعقائد لا تموت حيث مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وموضع معراجه إلى الملإ الأعلى وأول قبلة للمسلمين والصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة.. إنه المسجد الأقصى المحفوف بالقداسة والبركات...

 

لكتائب القسام بهاء "الشهداء" وعزيمة "النقباء" وصبر الجهاد.. لا يضرهم من خذلهم كانوا للحق ظهيرا

وللأقصى نصيرا.. عاهدوا الله على الظفر بإحدى الحسنيين فنالوا الشهادة صبرا واحتسابا ونُصروا في مواطن كثيرة..

 

ختاما أُحمل بُراق المشاعر شغفي المعتق.. فإجلالي لكتائب القسام لا يقاس بالكلمات..