على مدار الساعة

لماذا ترشحت للنيابات القادمة؟

29 مارس, 2023 - 17:58
د. أمية الخليفة - مرشحة اللائحة الوطنية للنساء عن حزب حاتم

اصطلاحا؛ تعني السياسة رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا حسب "هارولد لاسويل"، بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا (المصادر المحدودة) متى وكيف، أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون)، وعرفها الشيوعيون بأنها دراسة العلاقات بين الطبقات.

 

تعرف السياسة أيضا بأنها: «كيفية توزيع القوة والنفوذ ضمن مجتمع ما أو نظام معين» وأنها «العلاقة بين الحكام والمحكومين، أو الدولة وكل ما يتعلق بشؤونها أو السلطة الكبرى في المجتمعات الإنسانية وكل ما يتعلق بظاهرة السلطة».

 

وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع، وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة.

 

وانطلاقا من هذا التعريف الواقعي والموضوعي يمكنني إيجاد متتالية مسوغات تدفع بي إلى الترشح لنيل ثقة الشعب في الاستحقاقات النيابية المقبلة، ذلك لما خبرته طوال مسيرتي التعليمية وتجربتي العملية ومخالطتي لكافة فئات المجتمع ومن جميع الطبقات، ومعايشتي للظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها السواد الأعظم من المواطنين بسبب تراكم عقود من سياسات التخبط في شتى المجالات.

 

إن ترشحي على رأس اللائحة الوطنية للنساء عن حزب حاتم، لم يأت طمعا في امتياز مادي و لا من أجل حظوة سياسية، بقدر ما هو استجابة لنداء ضمير وطني كانت تكبله معوقات الفعل السياسي الإقصائي الذي كان سائدا إلى وقت قريب، و تأكيدا عن الدور المحوري الذي تضطلع به المرأة و ما يمكن أن تحققه، و على أحقيتها في إدارة الشأن العام مكملة لدور الرجل.

 

إننا كنساء متعلمات ذوات خبرة علمية وعملية قادرات على خلق نموذج سياسي وإداري وفرض واقع اجتماعي مشرق للجميع إذا ما راهنا على إمكانياتنا الخارقة، مدفوعات بظروف مواتية للارتقاء في سلم الإدارة.

 

لقد ارتأيت وفي هذا الظرف السياسي الاستثنائي والانفتاح الجلي على كافة مكونات النسيج المجتمعي بكل ألوانه وأطيافه في ظل قيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أن لا أفوت فرصة الالتحاق بركب التغيير نحو الأفضل، و لن يتأتى ذلك إلا من خلال البذل والتضحية والمنافسة الشريفة و المزاحمة العلنية، في سباق أتطلع من خلاله إلى نيل شرف خدمة وطني رسما لسياسات اقتصادية واجتماعية جديدة وتطويرا للقوانين المحددة للعلاقة بين الحاكم والشعب، وبين أفراد و مكونات الشعب نفسه.

 

إننا بحاجة ماسة إلى تجديد الطبقة السياسية وولوج قامات نظيفة لمعترك البناء بنفس جديد خال من شوائب الفساد وأدران المحسوبية والزبونية واستغلال أكتاف المقهورين، وأن نعيش جميعا حياة أفضل تكفل لكل ذي حق حقه دون من ولا أذى، وتجعل الكل دون استثناء تحت طائلة القانون تطبيقا لمبدأ العقوبة والمكافأة.

 

إننا قادرون على صناعة وعي سياسي حقيقي، من خلال إعطاء ثقتنا للمتعلمين وأصحاب الكفاءات وسدنة العمل الاجتماعي الحقيقي، أصحاب الأيادي البيضاء، ثم من خلال تحييد الفاشلين الذي أثبتت التجارب عجزهم عن خدمة البلد والشعب، ومن أجل تحقيق كل ذلك، فإننا أمام فرصة حقيقية وشيكة، يتعلق الأمر بالانتخابات القادمة وما ستفرزه من نتائج يعتبر المواطن هو الفيصل فيها.

 

وفي الأخير، أتوجه إلى جميع المواطنين بهذا النداء الذي أرجو من خلاله أن يحكموا ضمائرهم في اختيار من سينوبون عنهم في تحديد مصيرهم والتحكم في أعناقهم ومستقبل أرزاقهم.