"حتى لا نفقد الأمل" نداء لتدارك ما تبقى من ماء وجه مهنة الصحافة في موريتانيا

خلال حفل بمناسبة أربعينية التلفزة الموريتانية نظم مساء الأربعاء ليلة الخميس 30 أغسطس 2023 التقيت طيفا واسعا من الصحفيين في القطاعين العام والخاص، تبادلت مع بعضهم قضايا المهنة والمشتغلين بها، وكانت جل الرؤى متفقة على أن الحالة التي وصلنا لها بالغة الصعوبة، وذلك على الرغم من عدم وجود مضايقات تذكر من طرف السلطات العمومية، وهو ما يجعل تداعيات ما نحن فيه كصحفيين ومؤسسات وهيئات - منا وفينا - وبالتالي فإن إصلاحه وتغييره نحو الأفضل يأتي أيضا منا - وليس علينا أن ننتظر عصا سحرية من خارج الحقل لتحقيقه، وتقديمه لنا مع شيك أبيض

 

مبادرات.. ومقترحات

وأمام هذه الوضعية، فإنني أدعو كافة الغيورين على هذه المهنة لدعم جهود أقوم بها حاليا تهدف من بين أمور أخرى إلى تشخيص أسباب هذا الوضع المتردي لواقع المهنة وأهلها من خلال بعض الخطوات ومنها:

- نقد ذاتي ينطلق من الاعتراف بالعجز الواضح لبعص التشكيلات الصحفية القائمة عن أداء دورها بسبب البحث عن منافع ومزايا شخصية تضرب عرض الحائط بالهم الجماعي للصحفيين، وتقوم بتسخير عناوين عريضة لتمويه العمل النقابي والاستغراق في تمييعه مستندة للأسف على بعض الصحفيين الذين يقودون الصفوف الأمامية لهذه المعركة يمتلك بعضهم مفردات ذلك وأدواته.

 

- نقد موضوعي يعترف بوجود إرادة لدى فئة قليلة من الصحفيين للقيام بدورهم وسط إكراهات لا تعد ولا تحصى، وهنا ينبغي أن نعترف بأن الأمل الذي كنا نعلق عليه كثيرا من خلال تعيين شخصيات معروفة في مكان صنع القرار الحكومي المتعلق بهذه المهنة من أجل إصلاحها وتحسين أوضاع المشتغلين بها قد بدأ يتلاشى ما لم يتدارك المعنيون في غرفة التحكم ذلك ويغيروا من أسلوبهم ونهجهم.

 

ومن أجل تحريك المياه الراكدة قررنا في "مشروع الأمل من أجل إنقاذ، ما تبقى" الشروع خلال الأسابيع القادمة في حراك يطال الجهات التالية:

وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان

السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية

الرابطة

النقابة

الجمعيات والهيئات الصحفية والاتحادات والصحفيين والشخصيات المرجعية في المهنة، وذلك لنقاش سبل الخروج من الأفق المسدود؛ عبر السعي لتفعيل القوانين والنصوص الناظمة والضابطة لهذه المهنة، والبحث عن تعريف متفق عليه يقطع الشك بتعريف الصحفي والفرق بينه وغيره من الاشتقاقات الأخرى، ومن هو المدون وهل هو صحفي وكيف..؟؛

 

- الدعوة لتنظيم وتدقيق لوائح نقابة الصحفيين والوقوف على ما تتعرض له - حسب المعلومات المتوفرة لدينا - من فوضى وتمييع من أجل استمرار حالة الاختطاف القائمة منذ أكثر من عشر سنوات.

 

- السعي لتوحيد جهود الصحافة وتوحيد الرابطة والنقابة بدل هيئات الحقائب المحمولة تحت الإبط

 

- ثم العمل من أجل خلق بيئة ثقة مناسبة للصحفيين لتنظيم انتخابات النقابة المقبلة في ظروف أفضل من المهازل السابقة.

 

إنني إذ أجدد العهد للجميع بالاستمرار في نهج النضال من أجل مهنة شريفة يشعر فيها كل صحفي بالتقدير والاحترام، فإنني أطلب من المهتمين مواكبتنا في هذا المسار بصدق وإخلاص متعهدا لهم بالمزيد من نكرات الذات والعمل الصادق والمخلص لجميع الصحفيين.

 

والله من وراء القصد.