على مدار الساعة

رسالة إلى أهل الدثور!

1 مارس, 2023 - 22:43
الأستاذ / لمات ولد أحمد سيدي

الرائد لا يكذب أهله، والناصح الصدوق خير من المخاتل الصديق، وآخر الدواء الكي..

 

لا يمكن أن يستمر حال بلدنا على مظهر واحد، خصوصا في نقطة عدم استثمار رؤوس الأموال في البلد في مشاريع تنموية وعمرانية وصناعية حقيقية، لا بد أن يكون هنالك وعي مالي ينقلنا من مرحلة التكديس إلى أفق الاستثمار، فتحريك رأس المال ينشط الدورة الاقتصادية، من خلال تحسين الدخل للفرد (العامل) والمستثمر (رجل الأعمال) والدولة (الضرائب)، وبالتالي أفقيا تتحسن خدمات البنية التحتية في البلد..

 

جانب معين من تعهدات الحملة السياسية، ينبغي أن يكون في مجال الاستثمار وخلق الفرص والبدائل للشباب، من أجل نقل الاقتصاد من ريعي إلى خدمي، وبالتالي نصنع حياة لإنسان، ومدنية لبلد، ومستقبلا للأجيال.

 

تخيلوا أن جل الاستثمارات الضخمة التي تستنزف الكتلة المالية لتجارنا لا تتجاوز المواد الغذائية كالألبان والشاي والزيت والسكر وغيرها..

 

وأن الشغل الشاغل للمسؤولين في الحكومة، لا تتعدى امتلاك العفارات البيضاء والمنازل الفارهة والممتلكات المنقولة..

 

وأن جُلّ المشاريع الضخمة في البلد لا تتجاوز ما يعتبره العالم من الضروريات التي توفرها البلديات المحلية (كالشوارع، والجسور، والمساحات الخضراء..) (أولادهم كادين يعدلو باط) فكيف نحلم بنهضة اقتصادية، أو تقدم علمي، أو تميز عمراني أو حضاري أومنتخب وطني معروف..؟

 

بكل صراحة، لقد آن الأوان ليتغير هذا الواقع المزري، ويتبدل هذا الحال المؤسف، ونعترفَ أننا تأخرنا كثيرا عن الرّكبِ العالمي والإنساني، والإقليمي..

وأن نشمر عن سواعد البناء، ونجعل مصلحة البلد وتقدمه هو الأولوية والشغل الشاغل..

 

على رجال أعمالنا أن يستثمروا في المصانع والزراعة بشكل جدي لخلق فرص عمل واكتفاء ذاتي...

 

وعلى المفسدين أن يمنحوا البلد استراحة محارب، حتى تقوم أركانه، ويتعافى بنيانه قليلا، ويسترجع بعض ألق العمران والحضارة، وينعم الشعب بخير بلده، ووارف ظله وبعد ذلك فليجهزوا عليه كما يشاؤون..

 

ولكن - لوجه الله والوطن - امنحونا فرصة أن ننعم قليلا بهذا البلد..

 

امنحوا بلدكم استراحة محارب، فالإجهاز على الأسير ليس من قيم الفروسية.